الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

الإسلام اسلوب حياة

لم يكن الدين يوما باب من ابواب التعقيد على الخلق ، ولا ان يجعلهم في حيرة ، وتوهان ، ولا ان يعسر عليهم معيشتهم ، بل كان الدين لإسعاد الانسان وتوجيهه نحو الفطرة السليمة والعقل والعلم والعمل ، و عيش حياة طيبة .

لهذا جاء نبينا ليكمل مكارم الاخلاق ، ولم يأتي ليعقد معيشة الناس ، فكانت سيرته مليئة بالعطف والمحبة والرفق والرحمة و الابتسامة والتفهم والفهم .

ان الاسلام ركز على الاخلاق وحسن المعاملة ، ومن باب الاخلاق ، تقبل إختلاف الاخرين ، وعدم اتهامهم ولا اصدار الاحكام عليهم ، ولا ان تسيء الظن بهم .

فتأكد مادمت تعيش حياة طبيعية تملائها المحبة والعطف والرفق ، وتحاول اسعاد نفسك ومن معك ، وتقدر قيمة نفسك وقيمة الاخرين ، وتتجنب اتهام الناس واصدار احكاما سريعة عليهم ، وتحاول ما امكن الابتعاد عن الغيبة والنميمة ، وسوء الظن ، وتتجنب السلبين ، ولا تتدخل فيما لا يعنيك ، ولا تتهم اي انسان كيفما كان شكله ولباسه ولا تكفره ولا تزندقه ، و تسعى لإدخال نفسك للجنة ، ولا تقيم معاملتك مع الاشخاص من خلال شكلهم او انتمائهم او دينهم او لباسهم ، وتترك امور الحساب لله وحده ، ونوايا لله ، تأكد ان تحت رحمة الرحمان ، وانك في دائرة اه الايمان ، مهما كانت ذنوبك و خطاياك ، لانك اصبت ميزات من الدين والاخلاق ترفع قيمة اي انسان ، وتدخله في دائرة الرحمة ، فما كان يوما الدين باللباس او اللحية او الشعر او الشكليات ، انما كان فيما تحمله في قلبك من الايمان ، ومن سمو اخلاقك .

اترك المعقدين المعقدات النفثات للعقد الصقوها بالدين ،و الدين منهم بريء ، يحملون ضغائن في قلوبهم للخلق الله ، ويزكون انفسهم ، دينهم دين لباس ولحية ونقاب ، وتحريم ثم تحريم بلا علم ، اصنامهم شيوخ ، يفتون لهم بالعقد ليعقدوا حياتهم وحياة من معهم ، تعرفهم بقساوة في كلامهم لمن يخالفونهم ، وفي طباعهم حدة ، و كثيروا انتقاد خلق الله ، يزندقون هذا ويكفرون ذاك ، و كل من خالفهم فهو زنديق ، كافر ومنافق .

اتركهم وعش حياتك فدين الله دين سلام ومحبة وعدل وعلم وعقل وانسانية ، دين للعالمين ، ورحمة للعالمين .

فدين الله اوسع من دين البشر وفهم البشر .
وتأكد اذا كان الدين يجعلك معقدا ، تعيسا ، اعلم ان فهمك لدين خاطيء وان ما تتبعه من دين المشايخ هو السبب ، وهو بداية لان تراجع فكرك و ما تعتقده عن دين الله .


فدين الله بريء من فكر كل الجماعات الاسلامية .


السبت، 15 سبتمبر 2018

فقه الشهوات

يقينا ان الفقه ما هو الا نوع من الاجتهاد البشري لفهم النص الالهي ، او فقه لتوجيه الانسان ، وتعليمه وفق قواعد تلائم تعاليم دينه وتيسر له شرائعه ، لكن بعض من الفقه فيه خزعبلات ، جاءت تحت ثأتير فكر مبرمج بعقول بعض الفقهاء ، وكيفية تفكيرهم .

ومن الكوارث الفقهية ؛  فتاوي للشاب الامرد او الرجل الوسيم او شديد الوسامة ، فقد الزموا على اي رجل او شاب يتمتع بقدر كبير من الوسامة ، ان يخفي وجهه بنقاب !!! وما السبب يا ترى ؟ 

هل لانه سيفتن النساء ام ماذا ؟

الجواب الصاعق !! هو انه سيفتن بني جنسه الرجال !! بل ان من افتى بهذا هو بنفسه يخاف النظر للرجل الوسيم !!! و حتى للشاب الامرد اي الذي لا تنمو لحيته ، فهو لا يفضل ان يختلي به ، او تعليمه ، لانه يخاف من ان يفتن ، اي ان هنا الامر جنسي ، اي صاحب الفتوى به نزعة من الشذوذ الجنسي والانحراف في فطرته .

البعض قد لا يعلم عن هذا الفقه ، لانه لا يقرأ ، لكن بمجرد اطلاعك على كتبهم التي خصصت جانبا للشاب الامرد والرجل الوسيم ، والفتاوي الخاصة  بهم ، سوف تتعجب ، بل تستغرب كيف يفكر البعض من هؤلاء ، فلا غرابةان ينتجوا لنا النقاب للنساء ، مادام تفكيرهم شهواني وجنسي . نحن لا نتكلم من فراغ ، فمن يشكك فيما نقول فقط ليطلع عليها في كتبهم .

وهنا بعض من فتاوي لمشايخ عن ما تكلمنا عنه : 

قال ابن تيمية رحمه الله في النظر المحرم: ومتى كانت معه شهوة كان حراما بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظرا بشهوة الوطء...

  ويبعد ذلك غالبا في حق أهل العلم والورع، والميل الفطري إلى ذوي الوسامة والحسن والطفل البريء ونحوه لا حرج فيه، بل الممنوع هو ما كان يؤدي إلى الافتتان والتلذذ بما حرم الله عز وجل التلذذ به.


ما هو حكم مصاحبة الأمرد؟ وهل يختلف عن مصاحبة من يدعون بالجنس الثالث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 

فإن للأمرد حالتين:
الأولى: أن يكون غير جميل ولا يفتن، فقد نص الحنفية والشافعية على أن له حكم سائر الرجال.
الثانية: أن يكون جميلاً مفتناً، وله حالتان:
ء أن يكون النظر إليه ومخالطته من غير تلذذ، فيكون حكمه حكم الحالة الأولى عند جمهور الفقهاء.
ء أن يكون النظر إليه ومخالطته مع التلذذ، فحكم ذلك عندئذ التحريم، وقد نص الحنفية والشافعية على أنه عندئذٍ كالمرأة. 


وهذه قصة من قصصهم : وقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب ، فدلها ، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه ، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه ، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها ، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه ؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان ، ومع الغلام شيطانان ، فخشيت على نفسي شيطانية. 


والكارثة الكبرى والطامة الاعظم ان يتهموا نبينا بما في انفسهم من انحراف فطري ، فيستدلون برواية لا تصح اصلا ولا يمكن ان تكون من قول نبينا محمد صلى الله عيه والسلم ، ثم اني استحي ان انشرها هنا ، لكن اضطررت لمنحكم الدليل القاطع ، عن مذا كذب البعض منهم ، وكيف يفتون بلا علم .

والنص هنا : ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله  ، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي  ورواء ظهره ، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".

فلا حول ولا قوة الا بالله .

والاعجب اذا خالفهم احدهم ، فقال ان النظر للجميل فقط من باب تعظيم مدى حسن وابداع من خلقه اي انه عبادة ، فانهم افتوا بان من يقول هذا يستثاب او يقتل !!!

اقرأ :

بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل ، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة ، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة ، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة ، أو غيرها عبادة ، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب ، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون..

وانظر كيف ادعوا ان من قال بجواز النظر للشاب الامرد ، بمثابة من ساعد على معصية ، وانظر كيف تعاملوا مع من يساعد العصاة بان يقتل !!! 

هذا مثال فقط لبعض الفتاوي ، فاذا كان من باب ان القوم الذي يعاشرونه هؤلاء ممن فسدت فطرتهم و لا يفرقون بين النساء والرجال ، ويشتهون الذكور والنساء معا ، فنقول تجوز فيهم تلك الفتاوي ، لكن ايمكن ان هؤلاء ممن يقال عنهم انهم الافضل منا دينا وعبادة ، ان تكون نفوسهم هكذا !!!

والله اعلم .

ونسأل الله ان يرينا الحق حقا ويهدينا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويجنبنا اتباعه .

الخميس، 16 أغسطس 2018

القرأن والكتب الصحاح 2

نبدأ  بقوله  الله سبحانه وتعالى : 

مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) .


في هذه الاية دليل مباشر ان هناك من يتقول على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم في حياته ، فمابالك بعد وفاته صلى الله عليه والسلم ، فقد كان يدخلون عنده بعضهم فيستمعون قوله ، فيبدلون كلامه وهذا الشق الاول .

والاية التي يحتج بها اغلب المشايخ بضرورة ان نسأل المختصين في الدين في مسائل تديننا او فهمنا لكتاب الله في قوله تعالى في نفس الاية : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) .

الغريب والعجيب ان هذه الاية لا علاقة لها بالعلماء او المختصين فسياقها واضح ، وهو خاص بامر دنيوي وليس ديني ، وفي حالة الحرب ، فالله امر المسلمين ان يتبعوا الرسول ويطيعوه في الاوامر والخطط اثناء الحرب ، لهذا كان الله دقيقا في قوله : رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ .  ولم يقول الله ورسوله ، لان الامر خاص بفترة الحرب بالامور الدنيوية ليس فيها وحي ، ولهذا الله اتبعها بأولي آلامر ، تنبيها لباقي الازمنة التي لا يوجد فيها الرسول اي بمعنى ان القائد الامة او الحاكم من له سلطة التنفيدية للقرار مع مستشاريه ..وكان الرسول في زمانه هو القائد .

وهذا مثال بسيط لتحريف الكثير من مشايخ الدين وفقهاء للمعنى الصريح للاية الشريفة ، فقط لفرض سلطتهم الدينية ، والبعض للمتاجرة بفتاويه والربح منها ، والاخرون من اجل الانا والعظمة ، والبعض بجهل منه .


اما الاية التي نريد الاستدلال بها ان الكتب الصحاح وكتب الفقه كتب ليست وحيا وانه نتاج بشري ، قد يريد فيها سهو او خطأ في مسألة فقهية او فهم للايات استدلال بحديث مثنه يخالف النص القرأني ، وهي في قوله الله عز وجل : 

 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) 

هنا اشار الله للناس انه لو كان القرأن من تأليف النبي محمد او اي انسان مهما اتي من البلاغة او الفهم او حسن الاسلوب ، لكان كتابه في اختلاف كثيرا ، وتناقضات ، بكل بساطة لانه من عمل انسان معرض للنقص .

وبهذا فالكتاب الوحيد الذي لا اختلاف فيه ولا تحريف ولا تناقض والكتاب الصحيح والدقيق هو كتاب الله : القرأن .

اذا كتب الصحاح كالبخاري والمسلم كلها كتب وجد فيها الكثير من الناس اختلافات وتناقضات ، وهذا ما يثبث صدق الله في تلك الاية ، فالصراع الذي نشهده الان وفي كل الازمنة حول تلك الكتب ، دليل ان فيها اختلاف كثير وانها ليست وحيا .

اذا ارجع للأصل وهو القرأن ، فهو الذي يوجهك في حياتك وفي فكرك ، وهو الذي تحتج به على صحة مثن الحديث او فقه اي شيخ او فقيه .

وسنتابع ان شاء الله توضيح هذه الامور .

كتاب الله ام الكتب البشرية ؟!

نبدأ المقال باذن الله بتسأولات لتحريك العقل والفكر :

في اي شيء ماذا نتبع هل الاصل ام التقليد ؟

اذا وجدنا منبع ماء ، هل ندهب لنأخد الماء من المنبع ام فقط نكتفي بما يصب لنا من الانهار ؟

هل البشر فهمهم كامل مكمل ، ام يجوز في الخطاء ، هل الاجتهاد البشري مطلق اي مثالي ام لابد من ورود اخطاء فيه ؟

هل ما خلاف انسانيتك ترفضه فطرتك ، ام تقبلها رغما عنك !!! وتدافع عنها رغم علمك انها هذا لا يصح لكل من يملك فطرة سليمة !؟ 

كل هذه الاسئلة اجب عنها بصدق ، فهي تمهيد لمنشورات سننشرها عبارة عن ابحاث في الموروثات الدينية  الت اكتسبناها وتربينا عليها ، والتي قمنا بدراستها وفحصها ، لنعلم اهيا حقا من الدين ام انها مجرد اضافات او فهم باطل ام مدسوسات ام انها الحق بعينه ؟!!

اولا نعلم جميعا كملسمين ان الدين الاسلامي دين فكر و أخلاق وعقل وعلم وانسانية وهذه قاعدة راسخة في اذاهنا الكثيرين ، لكن الملاحظ في واقعنا نجد نصوص بشرية ونقول بشرية  تخالف هذه القاعدة وتدعي انها من الدين .

مصدر التشريع لدين الاسلام هو القرأن الذي انزل على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم ، وهو الذي به اي القرأن بلغ به النبي محمد قومه اي بايات الله .

وكل تشريعات والسنن النبي محمد كانت وحيا جاءت من كتاب الله ، فكان النبي محمد صلى الله عليه والسلم خلقه القرأن اي كان قرأنا يتمشى لم يزيد ولام ينقص على دائرة ما في كتاب الله من توجيهات واحكام واخلاقيات ، فاول شيء دعا اليه نبينا هو الاخلاق اي انه اتم لنا المفاهيم الاخلاقية ، واول امر طلبه الله لنبينا ولمسلمين وللناس اجمع هو القراءة اي اقرأ وابحث وتفكر وادرس وتدبر لتصل للحقيقة .

كل سنن رسول الله فعلية نابعة من القرأن ، ولم تكن اقوال الا قليلا ، وهي توافق كتاب الله  ، وبالسنة الفعلية تعلم المسلمون الصلاة والصيام والحج والزكاة ، انطلاقا من كتاب الله ، ولم تكن اقوال او خطب تدرس بل افعال ماخوذة من كتاب الله .

سار المسلمون على هذا المنوال في عهد الخلفاء وغيرهم ، الى مرور سنوات طويلة بعد ان ظهر كثرة التقول على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم والكذب باسمه ، فحاول رجال ذلك الزمان بجمع الاحاديث وتنقيب على صحيحها ، كما قلنا بسبب انتشار التدليس والكذب ، فكان ظهور كتب الصحاح ، اذا هذا العمل ليس وحيا الهيا او مطلبا شرعيا ، انما اجتهاد بشري خاص ، مما نسميه ابداع ، اذا هذه الكتب هو عمل بشري يعتبر عمل انساني يرد في الصحيح والخطأ ، وهذا واضح في جل الاعمال الانسانية ، ولا يسلم منها احد ، مهما بلغ به مبلغ الدقة والاتقان .

اذا كتب الصحاح ليست بصحاح بمفهومها المتداول الان ، بل هي جوامع اي جامعة للأحاديث التي اعتبرها هؤلاء الرجال المجتهدون رحمهم الله انها صحيحة ، بوسائل وعلم زمانهم من دراسة علم الرجال والسند ، مما يطلق عليه علم الاسانيد او علم الحديث ، فركزوا معي قليلا ، خاصية التي اعتمدها هؤلاء هما قاعدتان : الرجال والاسناد . ولانهم بشر ذلك مبلغهم من العلم ، اغفلوا قاعدة مهمة جدا جدا وهي المثن دراسة المثن ، وجعل مثن الحديث تحت مقياس النص الاصلي وهو كتاب الله اي القرأن ، فاذا طابق النص القرأني اذا فهو صحيح واذا خالفه فهو كذب وباطل مهما كان من رواه من التقات ، لماذا ، لان ليس هناك امكانية تصديق ان راوي الحديث قد زاد او نقص او سهى في ما رواه ، او روى قولا لم يرد عن النبي فاخذه من شخص اعتقده حديثا !!! ولانهم بشر وورود النسيان والسهو امر طبيعي ، فتزكية الاشخاص ليس من عمل البشر ، انما الله من يزكي ومن يعلم المنافق من المؤمن والصادق من الكاذب ، لاننا ما نراه سوى المظاهر ، اذا علم الرجال لا يمكن الوثوق به لان التزكية الشخص ، خاصية الهية وهو وحده من يزكي .
ولان الرواة بشر .وبهذا الاسناد قد يكون به علل او ممكن لاي منافق ذكي ان يحكم الاسناد ليضع حديثا مكذوبا .

ونعود لكتب الصحاح ، فهي ايضا لا مانع لاي جهة ان تزيد ان تدس احاديث في الطبعات الاخرى ، لانها ليست كتب محفوظة ونحن نعلم ان التحريف في الكتب الدينية امر وارد ويقع كثيرا ، فالكتب الدينية هي اكثر ما يتم تحريفه لتمرير مغلوطات تضرب من صميم الدين .ومن يقول عكس هذا فهو يجهل التاريخ ولا يتدبر كتاب الله .

اذا الحل موجود معنا وهو كتاب الله المصدر الاساسي والمنبع والاصل للدين الله دين الاسلام .

وسوف نتابع في باقي المنشورات بادلة من كتاب الله نتبث بها ما نقول ، ودرس معا بعض الاحاديث التي تخالف منهج القرأن ، وايضا نبين الفهم الباطل لبعض ايات كتاب الله ، ونرد بها على من حرف معاني القرأن لتخدم مصالح جماعته الدينية او السلطة او اهواءه او اعراف مجتمعه .

ونسأل الله ان يبين لنا الحق و يرزقنا اتباعه .

الجمعة، 1 يونيو 2018

ماذا حدث للناس ؟

تقريبا الجميع يلاحظ في السنوات الاخيرة ان الناس تغيرت ، وللأسف للأسوء ، رغم كثرة البرامج التوعوية ، رغم كثرة المحاضرات الايجابية ، الا ان الناس يزدادون كل يوم في السوء ، اصبح الناس يميلون للفضائح ، ولسوء الاخلاق ، و اصبحت الاخلاق عملة صعبة ونادرة بين صفوف الناس .

وما زاد الطين بلة الوسائل التواصل التي أصبح الناس فيها اكثر شرا وحقدا ، تعليقات قاتلة وسيئة وسخرية واستهزاء واتهام وتهديد ، وتلفيق الاشاعات وتصديقها ونشرها ، فاصبحنا نتسأل ماذا حل بالناس ؟
ماذا اصابهم ؟
هل عميت بصيرتهم ؟ هل فقدوا المنطق ؟ هل اعماهم الطمع و حب المال ؟

هذا انذار خطير وامر جلل ان يكون بين الناس تلك المعاملات ، لانها سبب غضب الرحمن وسبب سخطه على عباده .

انها فتنة اصابت القلوب ، فطالها الصدأ والقسوة ، فأصبحوا مجرد اناس بلا انسانية ، دينهم شكلي ، ومعاملتهم شر ، اصبح ان تتعامل، مع البهائم افضل من ان تتعامل مع انسان ، خاصة في وطننا العربي الاسلامي ، الذي كان نبينا محمد صلى الله عليه والسلم جاء ليتمم مكارم الاخلاق ، وهذه الاخلاق لم يعد لها قيمة عند الكثير من بني جلدتنا !!!

اسأل الله ان يلطف بنا ، ويهدينا ويهدي الناس ، ليعودوا لفطرتهم الانسانية ، ويعودا للحسن الاخلاق ، فهي المرتبة التي ترتقي بها الامم ، وهي احسن ما يقربنا لله .

الخميس، 15 سبتمبر 2016

مسلم وكفى



إستضف بيته ضيوفا ...فرحب بهم واكرمهم ..ومن بعدها سألهم : ليعرف كل احد ما يتبع ؟

فنطق الاول : انا سلفي من اهل السلف و السنة وعلى منهاج الحق وناصر الدين والملة و الجماعة
فتكلم الثاني : انا شيعي ناصر ال البيت و مبين دسائس الناقمين عليهم ..
فتكلم الثالت : انا صوفي من اهل النقاء والصفاء ..والارتقاء في مراتب النفس لمعرفة الله
فتكلم الرابع : انا احمدي اهل الزمان والعصر
فتكلم الخامس : انا مسلم من المسلمين الموحدين لله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله

فسألهم من هو شيخكم ؟

الاول : انا متبع لابن تيمية قاهر اهل البدع موضح السنة
التاني : انا متبع الائمة الاثني عشر ولجعفر الصادق ولمهدي المنتظر سينسف اهل البدع
الثالت : انا متبع لشيوخ الاكابر من اهل العرفان والكشوفات والولاية والكرامة
الرابع : انا متبع لمهديين متممي الشريعة ميرزا غلام أحمد
الخامس : انا متبع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه والسلم

فأمر الرجل ان يصف كل ضيف باقي الضيوف ...فتشاجر السلفي و الشيعي والصوفي والاحمدي بينهم وزندق بعضعهم البعض وكفر وبدع ..الا المسلم كان صامتا يراقب ...فسأله الرجل : ماذا عنك ماذا تقول في هؤلاء : فقال : صدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى : (إِنّ الّذِينَ فَرّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمّ يُنَبّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [سورة: الأنعام ء الأية: 159]

و في قوله الله تعالى : وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)

السبت، 30 أبريل 2016

قراءة من زاوية أخرى للأحداث

. الاحداث في العالم تتسارع بشكل رهيب، ونحن نلاحظ أشياء كثيرة تغيرت، لكن القليل فقط من يتدبر هذه الأحداث،  التي تنبئ عن ظهور موازين جديدة تحكم العالم.

ولكي نفهم ما يحدث،  علينا ان نقرأ الأحداث و نربطها بما وقع الأمم السابقة،  و نتدبر من القرأن و من الاحاديث النبوية.
لنعود الى ما يسمى الربيع العربي و كلنا ظاهريا يعرف لما خرجت الشعوب العربية مطالبة بحقوقها،  لكن هنا مربط الرأس، فلقد كانت هذه الإحتجاجات العفوية،  طعم لتمرير قرارات سياسية و تنفيذ لمخططات إستراتيجية هذفها،  الذي تأكد منه،  إضعاف الخريطة العربية،  وتشتيتها و تقزيمها و مساهمة في تفريق وحدات المجتمعات العربية،  وإن نجحوا نسبيا،  لكن وراء كل مصيبة فائدة ومن الميت يخرج الحي،  فستكون هذه الثورات سببا لوحدة المجتمعات الإسلامية،  وسببا لتوحيد الصفوف ضد المخططات السرية،  ومما لا شك فيه ان الثورات،  أظهرت لنا ان مفهوم الخلافة  سلامية او الدولة الإسلامية مجرد خرافة تناقلتها الأجيال و ان الاحزاب والفرق الإسلامية لا تمت بمفاهيم الإسلامي الحق ومفهوم منهاج النبوة بصلة،  إنما أطماع سياسية لخلق دولة تحت سيطرة الحزب او الجماعة،  فتم فضح كل تلك المفاهيم،  كما كانت ظهور جماعة داعش نوع من عقاب،  لعدم تشبتنا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الخروج عن الحكام وإحداث الفوضى، فحدث كما حدث لبني إسرائيل عندما ترك نبي الله موسى عليه السلام قومه وترك فيهم اخوه ووصيته بوحدنية الله وعدم التفرق، لكن بني إسرائيل خالفوا العهد و ظهر فيهم صاحب الفتنة أوغاهم عن خروج عن وصية موسى عليه السلام، و عبادة عجل صنعه السامري الذي يمثل في عصرنا دعاة الفتنة الذين ضربوا بعرض الحائط وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم و تحذيرات علماء ربانيين، و بتي إسرائيل كذلك لم تلتفت لتحذيرات اخ موسى عليه السلام هارون و سخروا منه، فكانت عقوبتهم لكي يتوب الله عليهم او يقتلوا أنفسم، ويقتل بعض البعض تكفيرا عن ذنوبهم،  وها نحن نشهد هذا في البلاد التي حدثت فيها الثورات،  يقتتلوا بعضهم البعض،  وظهور جماعة داعش هذفها فقط هو قتل إخوانهم المسلمين،  هذه هي عقوبة من يخرج عن وصايا الأنبياء والمرسلين،  لكن رغم هذا فقل سابقا ان الله بحكمته يدبر الأمور،  وها نحن نشهد وعيا جديدا،  وكشفا لمخططات السرية،  ووحدة للصفوف، وتقوية لروح الجماعة،وها المسلمين يعرفون حقيقة من يتكلم بالدين ويفتي بهواه،  و من يزور الحقائق، و نعلم ان الإسلام عالمي شامل ليس غرضه تأسيس دولة أو أحزاب او جماعات،  إنما أسلوب حياة و منهاج و تقويم وتحقيق مفهوم وحدانية الله وعبادته وعمارة الأرض... وها أعداء الأمة يصابون بالصدمة لتدابير الله،  ويمكرون والله خير الماكرين.