الخميس، 16 أغسطس 2018

القرأن والكتب الصحاح 2

نبدأ  بقوله  الله سبحانه وتعالى : 

مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) .


في هذه الاية دليل مباشر ان هناك من يتقول على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم في حياته ، فمابالك بعد وفاته صلى الله عليه والسلم ، فقد كان يدخلون عنده بعضهم فيستمعون قوله ، فيبدلون كلامه وهذا الشق الاول .

والاية التي يحتج بها اغلب المشايخ بضرورة ان نسأل المختصين في الدين في مسائل تديننا او فهمنا لكتاب الله في قوله تعالى في نفس الاية : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) .

الغريب والعجيب ان هذه الاية لا علاقة لها بالعلماء او المختصين فسياقها واضح ، وهو خاص بامر دنيوي وليس ديني ، وفي حالة الحرب ، فالله امر المسلمين ان يتبعوا الرسول ويطيعوه في الاوامر والخطط اثناء الحرب ، لهذا كان الله دقيقا في قوله : رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ .  ولم يقول الله ورسوله ، لان الامر خاص بفترة الحرب بالامور الدنيوية ليس فيها وحي ، ولهذا الله اتبعها بأولي آلامر ، تنبيها لباقي الازمنة التي لا يوجد فيها الرسول اي بمعنى ان القائد الامة او الحاكم من له سلطة التنفيدية للقرار مع مستشاريه ..وكان الرسول في زمانه هو القائد .

وهذا مثال بسيط لتحريف الكثير من مشايخ الدين وفقهاء للمعنى الصريح للاية الشريفة ، فقط لفرض سلطتهم الدينية ، والبعض للمتاجرة بفتاويه والربح منها ، والاخرون من اجل الانا والعظمة ، والبعض بجهل منه .


اما الاية التي نريد الاستدلال بها ان الكتب الصحاح وكتب الفقه كتب ليست وحيا وانه نتاج بشري ، قد يريد فيها سهو او خطأ في مسألة فقهية او فهم للايات استدلال بحديث مثنه يخالف النص القرأني ، وهي في قوله الله عز وجل : 

 أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) 

هنا اشار الله للناس انه لو كان القرأن من تأليف النبي محمد او اي انسان مهما اتي من البلاغة او الفهم او حسن الاسلوب ، لكان كتابه في اختلاف كثيرا ، وتناقضات ، بكل بساطة لانه من عمل انسان معرض للنقص .

وبهذا فالكتاب الوحيد الذي لا اختلاف فيه ولا تحريف ولا تناقض والكتاب الصحيح والدقيق هو كتاب الله : القرأن .

اذا كتب الصحاح كالبخاري والمسلم كلها كتب وجد فيها الكثير من الناس اختلافات وتناقضات ، وهذا ما يثبث صدق الله في تلك الاية ، فالصراع الذي نشهده الان وفي كل الازمنة حول تلك الكتب ، دليل ان فيها اختلاف كثير وانها ليست وحيا .

اذا ارجع للأصل وهو القرأن ، فهو الذي يوجهك في حياتك وفي فكرك ، وهو الذي تحتج به على صحة مثن الحديث او فقه اي شيخ او فقيه .

وسنتابع ان شاء الله توضيح هذه الامور .

كتاب الله ام الكتب البشرية ؟!

نبدأ المقال باذن الله بتسأولات لتحريك العقل والفكر :

في اي شيء ماذا نتبع هل الاصل ام التقليد ؟

اذا وجدنا منبع ماء ، هل ندهب لنأخد الماء من المنبع ام فقط نكتفي بما يصب لنا من الانهار ؟

هل البشر فهمهم كامل مكمل ، ام يجوز في الخطاء ، هل الاجتهاد البشري مطلق اي مثالي ام لابد من ورود اخطاء فيه ؟

هل ما خلاف انسانيتك ترفضه فطرتك ، ام تقبلها رغما عنك !!! وتدافع عنها رغم علمك انها هذا لا يصح لكل من يملك فطرة سليمة !؟ 

كل هذه الاسئلة اجب عنها بصدق ، فهي تمهيد لمنشورات سننشرها عبارة عن ابحاث في الموروثات الدينية  الت اكتسبناها وتربينا عليها ، والتي قمنا بدراستها وفحصها ، لنعلم اهيا حقا من الدين ام انها مجرد اضافات او فهم باطل ام مدسوسات ام انها الحق بعينه ؟!!

اولا نعلم جميعا كملسمين ان الدين الاسلامي دين فكر و أخلاق وعقل وعلم وانسانية وهذه قاعدة راسخة في اذاهنا الكثيرين ، لكن الملاحظ في واقعنا نجد نصوص بشرية ونقول بشرية  تخالف هذه القاعدة وتدعي انها من الدين .

مصدر التشريع لدين الاسلام هو القرأن الذي انزل على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم ، وهو الذي به اي القرأن بلغ به النبي محمد قومه اي بايات الله .

وكل تشريعات والسنن النبي محمد كانت وحيا جاءت من كتاب الله ، فكان النبي محمد صلى الله عليه والسلم خلقه القرأن اي كان قرأنا يتمشى لم يزيد ولام ينقص على دائرة ما في كتاب الله من توجيهات واحكام واخلاقيات ، فاول شيء دعا اليه نبينا هو الاخلاق اي انه اتم لنا المفاهيم الاخلاقية ، واول امر طلبه الله لنبينا ولمسلمين وللناس اجمع هو القراءة اي اقرأ وابحث وتفكر وادرس وتدبر لتصل للحقيقة .

كل سنن رسول الله فعلية نابعة من القرأن ، ولم تكن اقوال الا قليلا ، وهي توافق كتاب الله  ، وبالسنة الفعلية تعلم المسلمون الصلاة والصيام والحج والزكاة ، انطلاقا من كتاب الله ، ولم تكن اقوال او خطب تدرس بل افعال ماخوذة من كتاب الله .

سار المسلمون على هذا المنوال في عهد الخلفاء وغيرهم ، الى مرور سنوات طويلة بعد ان ظهر كثرة التقول على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم والكذب باسمه ، فحاول رجال ذلك الزمان بجمع الاحاديث وتنقيب على صحيحها ، كما قلنا بسبب انتشار التدليس والكذب ، فكان ظهور كتب الصحاح ، اذا هذا العمل ليس وحيا الهيا او مطلبا شرعيا ، انما اجتهاد بشري خاص ، مما نسميه ابداع ، اذا هذه الكتب هو عمل بشري يعتبر عمل انساني يرد في الصحيح والخطأ ، وهذا واضح في جل الاعمال الانسانية ، ولا يسلم منها احد ، مهما بلغ به مبلغ الدقة والاتقان .

اذا كتب الصحاح ليست بصحاح بمفهومها المتداول الان ، بل هي جوامع اي جامعة للأحاديث التي اعتبرها هؤلاء الرجال المجتهدون رحمهم الله انها صحيحة ، بوسائل وعلم زمانهم من دراسة علم الرجال والسند ، مما يطلق عليه علم الاسانيد او علم الحديث ، فركزوا معي قليلا ، خاصية التي اعتمدها هؤلاء هما قاعدتان : الرجال والاسناد . ولانهم بشر ذلك مبلغهم من العلم ، اغفلوا قاعدة مهمة جدا جدا وهي المثن دراسة المثن ، وجعل مثن الحديث تحت مقياس النص الاصلي وهو كتاب الله اي القرأن ، فاذا طابق النص القرأني اذا فهو صحيح واذا خالفه فهو كذب وباطل مهما كان من رواه من التقات ، لماذا ، لان ليس هناك امكانية تصديق ان راوي الحديث قد زاد او نقص او سهى في ما رواه ، او روى قولا لم يرد عن النبي فاخذه من شخص اعتقده حديثا !!! ولانهم بشر وورود النسيان والسهو امر طبيعي ، فتزكية الاشخاص ليس من عمل البشر ، انما الله من يزكي ومن يعلم المنافق من المؤمن والصادق من الكاذب ، لاننا ما نراه سوى المظاهر ، اذا علم الرجال لا يمكن الوثوق به لان التزكية الشخص ، خاصية الهية وهو وحده من يزكي .
ولان الرواة بشر .وبهذا الاسناد قد يكون به علل او ممكن لاي منافق ذكي ان يحكم الاسناد ليضع حديثا مكذوبا .

ونعود لكتب الصحاح ، فهي ايضا لا مانع لاي جهة ان تزيد ان تدس احاديث في الطبعات الاخرى ، لانها ليست كتب محفوظة ونحن نعلم ان التحريف في الكتب الدينية امر وارد ويقع كثيرا ، فالكتب الدينية هي اكثر ما يتم تحريفه لتمرير مغلوطات تضرب من صميم الدين .ومن يقول عكس هذا فهو يجهل التاريخ ولا يتدبر كتاب الله .

اذا الحل موجود معنا وهو كتاب الله المصدر الاساسي والمنبع والاصل للدين الله دين الاسلام .

وسوف نتابع في باقي المنشورات بادلة من كتاب الله نتبث بها ما نقول ، ودرس معا بعض الاحاديث التي تخالف منهج القرأن ، وايضا نبين الفهم الباطل لبعض ايات كتاب الله ، ونرد بها على من حرف معاني القرأن لتخدم مصالح جماعته الدينية او السلطة او اهواءه او اعراف مجتمعه .

ونسأل الله ان يبين لنا الحق و يرزقنا اتباعه .