الخميس، 16 أغسطس 2018

كتاب الله ام الكتب البشرية ؟!

نبدأ المقال باذن الله بتسأولات لتحريك العقل والفكر :

في اي شيء ماذا نتبع هل الاصل ام التقليد ؟

اذا وجدنا منبع ماء ، هل ندهب لنأخد الماء من المنبع ام فقط نكتفي بما يصب لنا من الانهار ؟

هل البشر فهمهم كامل مكمل ، ام يجوز في الخطاء ، هل الاجتهاد البشري مطلق اي مثالي ام لابد من ورود اخطاء فيه ؟

هل ما خلاف انسانيتك ترفضه فطرتك ، ام تقبلها رغما عنك !!! وتدافع عنها رغم علمك انها هذا لا يصح لكل من يملك فطرة سليمة !؟ 

كل هذه الاسئلة اجب عنها بصدق ، فهي تمهيد لمنشورات سننشرها عبارة عن ابحاث في الموروثات الدينية  الت اكتسبناها وتربينا عليها ، والتي قمنا بدراستها وفحصها ، لنعلم اهيا حقا من الدين ام انها مجرد اضافات او فهم باطل ام مدسوسات ام انها الحق بعينه ؟!!

اولا نعلم جميعا كملسمين ان الدين الاسلامي دين فكر و أخلاق وعقل وعلم وانسانية وهذه قاعدة راسخة في اذاهنا الكثيرين ، لكن الملاحظ في واقعنا نجد نصوص بشرية ونقول بشرية  تخالف هذه القاعدة وتدعي انها من الدين .

مصدر التشريع لدين الاسلام هو القرأن الذي انزل على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم ، وهو الذي به اي القرأن بلغ به النبي محمد قومه اي بايات الله .

وكل تشريعات والسنن النبي محمد كانت وحيا جاءت من كتاب الله ، فكان النبي محمد صلى الله عليه والسلم خلقه القرأن اي كان قرأنا يتمشى لم يزيد ولام ينقص على دائرة ما في كتاب الله من توجيهات واحكام واخلاقيات ، فاول شيء دعا اليه نبينا هو الاخلاق اي انه اتم لنا المفاهيم الاخلاقية ، واول امر طلبه الله لنبينا ولمسلمين وللناس اجمع هو القراءة اي اقرأ وابحث وتفكر وادرس وتدبر لتصل للحقيقة .

كل سنن رسول الله فعلية نابعة من القرأن ، ولم تكن اقوال الا قليلا ، وهي توافق كتاب الله  ، وبالسنة الفعلية تعلم المسلمون الصلاة والصيام والحج والزكاة ، انطلاقا من كتاب الله ، ولم تكن اقوال او خطب تدرس بل افعال ماخوذة من كتاب الله .

سار المسلمون على هذا المنوال في عهد الخلفاء وغيرهم ، الى مرور سنوات طويلة بعد ان ظهر كثرة التقول على نبينا محمد صلى الله عليه والسلم والكذب باسمه ، فحاول رجال ذلك الزمان بجمع الاحاديث وتنقيب على صحيحها ، كما قلنا بسبب انتشار التدليس والكذب ، فكان ظهور كتب الصحاح ، اذا هذا العمل ليس وحيا الهيا او مطلبا شرعيا ، انما اجتهاد بشري خاص ، مما نسميه ابداع ، اذا هذه الكتب هو عمل بشري يعتبر عمل انساني يرد في الصحيح والخطأ ، وهذا واضح في جل الاعمال الانسانية ، ولا يسلم منها احد ، مهما بلغ به مبلغ الدقة والاتقان .

اذا كتب الصحاح ليست بصحاح بمفهومها المتداول الان ، بل هي جوامع اي جامعة للأحاديث التي اعتبرها هؤلاء الرجال المجتهدون رحمهم الله انها صحيحة ، بوسائل وعلم زمانهم من دراسة علم الرجال والسند ، مما يطلق عليه علم الاسانيد او علم الحديث ، فركزوا معي قليلا ، خاصية التي اعتمدها هؤلاء هما قاعدتان : الرجال والاسناد . ولانهم بشر ذلك مبلغهم من العلم ، اغفلوا قاعدة مهمة جدا جدا وهي المثن دراسة المثن ، وجعل مثن الحديث تحت مقياس النص الاصلي وهو كتاب الله اي القرأن ، فاذا طابق النص القرأني اذا فهو صحيح واذا خالفه فهو كذب وباطل مهما كان من رواه من التقات ، لماذا ، لان ليس هناك امكانية تصديق ان راوي الحديث قد زاد او نقص او سهى في ما رواه ، او روى قولا لم يرد عن النبي فاخذه من شخص اعتقده حديثا !!! ولانهم بشر وورود النسيان والسهو امر طبيعي ، فتزكية الاشخاص ليس من عمل البشر ، انما الله من يزكي ومن يعلم المنافق من المؤمن والصادق من الكاذب ، لاننا ما نراه سوى المظاهر ، اذا علم الرجال لا يمكن الوثوق به لان التزكية الشخص ، خاصية الهية وهو وحده من يزكي .
ولان الرواة بشر .وبهذا الاسناد قد يكون به علل او ممكن لاي منافق ذكي ان يحكم الاسناد ليضع حديثا مكذوبا .

ونعود لكتب الصحاح ، فهي ايضا لا مانع لاي جهة ان تزيد ان تدس احاديث في الطبعات الاخرى ، لانها ليست كتب محفوظة ونحن نعلم ان التحريف في الكتب الدينية امر وارد ويقع كثيرا ، فالكتب الدينية هي اكثر ما يتم تحريفه لتمرير مغلوطات تضرب من صميم الدين .ومن يقول عكس هذا فهو يجهل التاريخ ولا يتدبر كتاب الله .

اذا الحل موجود معنا وهو كتاب الله المصدر الاساسي والمنبع والاصل للدين الله دين الاسلام .

وسوف نتابع في باقي المنشورات بادلة من كتاب الله نتبث بها ما نقول ، ودرس معا بعض الاحاديث التي تخالف منهج القرأن ، وايضا نبين الفهم الباطل لبعض ايات كتاب الله ، ونرد بها على من حرف معاني القرأن لتخدم مصالح جماعته الدينية او السلطة او اهواءه او اعراف مجتمعه .

ونسأل الله ان يبين لنا الحق و يرزقنا اتباعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق