الاثنين، 2 يناير 2012

نحن والعقد النفسية


نصادف كثيرا في حياتنا اشخاص يعانون من مرض نفسي او من تغيير مفاجيء على شخصيتهم. لكن ترى ماهو سبب ذلك ؟
نعلم جميعا اننا نعيش في مجتمع محافظ يمتاز بالازداوجية بين التقاليد والدين والحياة المعاصرة ، فأصبح العديد يحس بضغط كبير للتطور السريع للحياة ولكل اشكالها . فالانسان الذي خلق بشخصية ذات فكر محافظ سيصاب بالحيرة ، وكذا كل انسان يود تحقيق احلامه فيجد الاحباطات من كل جانب تشل فكره وطموحه ، فيصاب بنوع من الكأبة او يتخد موقف مما يراه اما بالتطرف في الانفعال او الانغماس في اشكال من الانحراف او التطرف الديني . لكن اريد ان اتكلم عن اناس تولدت لديهم عقدة اسمها عدم الرضى عن شخصيتهم وعدم الثقة في انفسهم ، فينفعلون بسرعة عجيبة ويؤلون معنى الكلام الصادر من المقربين منهم  حسب تصوره المريض ، فتزداد حالته ، وبما أن مجتمعنا لم يصل بعد الى مستوى من الوعي للتصرف مع تلك الحالات فاننا نجد صراع  مع المريض واقربائه ، فينتج صراع خفي ، يذهب ضحيته المريض النفسي ، فينعتونه بالمجنون ولا يستمعون لما يعانيه .
علينا ان نأخد بيد هؤلاء ونؤكد لهم ان مايعيشونه هو صراع نفسي بين ماتريده النفس من تحقيق النجاح وبين الواقع المر الذي لا يوجد فيه تشجيع ولا تحميس للافكار والمبادرات الجيدة لخلق فرص لشباب الذي يحتاج للدعم لا للاحباط ، علينا ان نستمع لهؤلاء ونفتح معهم باب الحوار ونأخد بايديهم الى بر الامان عوض خلق حالة من الحنق والصراع ، ونتيجة كل ذلك خسارة الطرفين معا .
الامراض النفسية كل واحد منا يعاني نوعا منها في حياتنا ولاأحد في هذا المجتمع بلا عقد ، لاننا عشنا في مجتمع خلق بين افراده ازداوجية في الخطاب والتصور وانعكست المفاهيم ، وهذا اثر على العديد منا ، لكن الناجح هو الذي يطور نفسه الى الاحسن ، ويتغلب على عقده ، عوض الهروب او التصرف الارعن . المهم الانسان هو الذي يقف ضد كل انواع الصدمات ويثق بنفسه ولا يهمه كثرة القيل والقال في حقه . لان رضى الناس غاية لاتدرك .
كن نفسك وطورها ولا تلتفت لمن يريد تحطيمك ، وجعلك تصاب بعقدة الخوف من كلام الناس وسخريتهم ، فهم سيسخرون منك في كل الاحوال ان كنت مصيبنا او مخطيئا ، فالحياة قصيرة عشها بالحب وبالتسامح واداء الواجبات والرضى واشكر الله على كل نعمه التي لا يراه اغلب الناس ويحتقرونها .
كن نفسك وابتسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق