الخميس، 18 يونيو 2015

قوتك هي قوة الان .

قوتك هي قوة الان .

ان سألتك ما تملكه في هذه اللحظة ؟ ربما يكون جوابك عن المال و العلم او الزوجة او الاولاد او الذكاء او الاصحاب ....

لكن ، هل فكرت انك تملك الان ، اي هذه اللحظة التي تعيش فيها ، وربما انت تقرأ فيه هذا المقال البسيط ،تتسأل : ما تقصد بالان ؟!.

 نعم ان تعيش الان ، فانت لست في الماضي ولست في المستقبل ، فانا موجود الان ، وكل ماتملكه الان  , هو هذا اوقت الذي تعيش فيه ، الان امامك اشياء في الغرفة التي تجلس فيها ، مرر عليها بصرك احس بوجودها ، انها معك ، ربما لم تشعر بوجودها لانك اعتدت عليها ، لكنك لم تعد تتفاعل معها ولا مع المكان الذي انت فيه الان ، نعم بيتك تخرج وتدخل فيه ، بلا ان تشعر وانت تدخل اليه  .انه بيت الذي تعيش فيه وعشت فيه اجمل اللحظات ، انظر الى كل ارجاء البيت سوف تحس كانه ركن فيه .فيه مزيج منك ، يتفاعل معك ان تفاعلت معه .

انظر الى جسمك يديك ورجليك ، انهما لك هل شعرت يوما بقيمتهما في حياتك ، ام انك تعيش بهما وانت لا تشعر بانك تملك هذه الاعضاء ،ان شعرت بهم سوف تشكر الله وتحمده على نعمه .

 عندما تجلس لوحدك هل تحس بروحك وبذاتك ، وبقيمة السكون ، ام انك تحت سيطرة افكار عن المستقبل والماضي تعصف بك من كل الزوايا ، وتخرج وانت منهك ، حزين ، حائر ، فتفقد قيمة الاحساس بجمال الحياة .

الماضي هو شيء مضى ، لن تملكه الان ولا يمكن استرجاعه ، فلماذا تضيع وقتك في التفكير فيه ، فتعطل ان تعيش لحظتك الموجودة ، مهلا لم نقل ان الماضي ليس مهما ، لكن نقول ان تستفيد من الماضي ، لا ان تفكر فيه بطريقة يسيطر فيه على ان تعيش الان .

المستقبل لحظة لم تأتي بعد ولم تعيشها بعد ، فلماذا تضيق وقتك الراهن في التفكير في مستقبل لا تعرف كيف هو ، وفكرك يوجه الى سلبيات المستقبل وتلك خدعة من افكار الشيطان ، عندما تعمل في الان سوف يتحقق مستقبل ، المستقبل يبدأ من الان ، ان تعيش الان .

لماذا تنفعل وتغضب لمجرد كلمة سيئة قيلت في حقك ، او ان احدهم اختلف معك !!

اسكن وتنفس ببطء وفكر قليلا الكلمة هي مجرد كلمة من انسان احس بنوع من الاحساس سلبي نحوك ، وهو ضحية الانا فاصدر تلك الكلمة ، فلماذا لا تنظر لصاحب الكلمة كانه ضحية نفسه ، فتتجاهل وتعيش الان ، وتركز في ايجابيات ما تعيشه في تلك اللحظة ، ولا تقف بجانبه اتركه ، يتفوه بما شاء وارحل بصمت وابتسامة لعالمك النفسي البهيج ، المطمئن ....

الاختلاف امر وارد ، فلكل انسان افكاره واراءه بسبب بيئته ومجتمعه واسرته التي تكون فيها ، فلماذا تغضب ، اسكن وتقبل الاختلاف ، ودعه يعبر بادلته ، وقم بتعبير عن افكارك بادلته ، وتحاور بسلام ومحبة ..واربح صديقا مختلفا اخر في صفك ، بسبب سكونك وقبولك وحضورك النفسي المطمئن...

الغضب والحزن امر طبيعي مؤقت ، لكن الاستمرار فيهما امر غير طبيعي بل هو مرض ، ان شعرت بالغضب ، فعليك بالوضوء واو الاعتسال كما اشارت اليه سنة نبينا محمد صلى الله عليه والسلم ..اما الحزن ، فذكر الله يجعلك تنسى احزانك ، وتلاوة القرأن تجعلك مطمئنا .

الذكر يعلمك ان تعيش الان ، براحة وهدوء ....والصلاة تعلمك ان تعيش الان ، بخشوع وتأمل ....


لم نأتي بجديد السر بداخلك ، ونحن تعلمنا من الروحانين ...خاصة ايكهارت تول ...
 ولا ننسى ان كل ماورد هنا موجود في ديننا ..الذي يحث على استغلال اللحظة في عمل الخير والاحسان ، لان ما تملكه الان هو الان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق